جزيرة حنيش الكبرى هي إحدى جزر أرخبيل حنيش والتي تضم حنيش الكبرى، وحنيش الصغرى، وجبل زقر، وتقع في الجمهوريّة اليمنيّة على سواحل البحر الأحمر، وتبلغ مساحة الجزيرة ما يقارب 90 كم²، وتكمن أهميّة الجزيرة في موقعها الجغرافي الواقع على طرق الملاحة البحريّة في الجهة الجنوبيّة من البحر الأحمر.
تعتبر جزيرة حنيش الكبرى أكبر جزيرة في اليمن، وهي تبعد عن مدينة الحديدة قرابة 135 كيلومتراً، وتبعد عن مدينة الخوخة قرابة 26 ميلاً بحرياً، وتبعد عن ميناء مدينة المخاء قرابة 64 كيلومتراً التابعة لمحافظة تعز اليمنيّة، كما أنّ الجزيرة هي عبارة عن مرتفعات جبليّة من الصخور، ويبلغ أعلى ارتفاع فيها قرابة 430 متراً عن مستوى سطح البحر، وتكثر فيها الشعاب المرجانيّة، كما توجد فيها محطة لتحلية المياه وتوليد الكهرباء، بالإضافة إلى فنار ملاحي في الجهة الشماليّة من الجزيرة، كما توجد فيها حامية عسكريّة تحتوي على أسلحة ثقيلة ومدافع حربية التابعة للواء 121 في مدينة الخوخة.
تاريخ جزيرة حنيش وأهميتها العسكريّةكانت الجزيرة محط أطماع الغزاة لأنّها تتمتع بموقع استراتيجي مهم، فتمت السيطرة عليها لتصبح قاعدة حشد، وقاعدة لانطلاق القوات نحو مدن الساحل الغربي للجمهورية اليمنية، خاصة مدينة الحديدة، ومدينة الخوخة، وميناء المخاء، ويُذكر في مصادر التاريخ أنّ البرتغاليين احتلوها وسيطروا عليها عام 1513 ميلادي بعد أن فشلوا في السيطرة على ميناء عدن وميناء المخاء، كما احتلها الفرنسيون عام 1738 ميلادي.
تعرضت الجزيرة إلى الاحتلال البريطاني عام 1799 ميلادي، ثمّ تركتها، واحتلتها مرة أخرى عام 1857 ميلادي بعد سيطرتها على مدينة عدن ومدن الجنوب اليمني لقرابة 138 عاماً، وأثناء الحرب العالمية الأولى كان للجزيرة دور مهم في حصار الأتراك، وذلك خلال الفترة بين 1914- 1918 ميلادي؛ فتحولت الجزيرة إلى قاعدة بحريّة بريطانيّة استخدمت في تمويل السفن البريطانيّة بالفحم والوقود، وبعد استقلال مدينة عدن والجنوب اليمني خلال عام 1967 ميلادي عادت الجزيرة إلى السيادة الوطنيّة اليمنيّة فأصبحت تُدار من قبل اليمنيين بشكل مباشر.
في السبعينيات من القرن العشرين سمحت جمهوريّة اليمن للثوار الإريتريين باتخاذ الجزيرة مكاناً لعملياتهم ضد الاحتلال الإثيوبي لإرتيريا، وجعلوا منها مكاناً لتخزين الأسلحة حتى استقلال بلادهم، كما سمحت الجمهوريّة اليمنيّة أيضاً لمصر خلال تحضيراتها لحرب أكتوبر التي وقعت عام 1973 ميلادي بأن توجد عسكرياً على الجزيرة.
في تاريخ 15 من شهر كانون الأول من عام 1995 ميلادي هاجمت إرتيريا الجزيرة واحتلتها، حيث كانت تدّعي أنّ الجزيرة تتبع لها، لكن بعد 3 سنوات غادرتها بعد عمليّة التحكيم الدوليّة بين الدولتين، والتي نتجت عنها تبعيّة جزيرة حنيش الكبرى لليمن، واستلمتها عام 1998 ميلادي.
المقالات المتعلقة بجزيرة حنيش الكبرى